الأحد، 30 يناير 2011

أمراض الدرق-التنفس-الكلية على الحامل

أمراض الدرق

فرط نشاط الدرق خلال الحمل:

تأثير الحمل على المرض:

قد تتحسن الحالة أثناء الحمل وتتفاقم من جديد بعد الولادة لكن معظم السيدات ذوات الإصابة البطيئة المتوسطة لديهن تحمل جيد للحمل.

عند الأم: إجهاض مخاض باكر- ارتفاع الضغط - قصور قلب احتقاني CHD- عاصفة درقية.

عند الجنين: نقص النمو داخل الرحم-موت الجنين-فرط نشاط الدرق عند الوليد- تضخم درق عند الجنين.

الأعراض:

هي تحاكي بعض أعرض وعلامات الحمل الطبيعي لذا فمن العسير تشخيص الدرجة البسيطة إلى المتوسطة من المرض خلال الحمل (والأعراض هي أعراض فرط نشاط الدرق: زيادة التعرق – زيادة الشهية – نقص وزن ..الخ)

التشخيص المخبري:

ارتفاع T4 الحر- نقص TSH وغيرهما.

المعالجة:

1-مضادات الدرق: ميتمازول – PTV(بروبيل تيويوراسيل) وهو الدواء الأفضل. مشكلة هذين الدوائيين إنهما يعبران المشيمة لذا يجب اللجوء إلى الجرعات الدنيا التي تحقق السواء الدرقي.

2-حاصرات بيتا لمعالجة تسرع القلب.

3-الفينوباربيتال

4-الجراحة

5-اليود المشع لا يستخدم أبدا أثناء الحمل وكذلك يجب منع الحمل فترة بعد استخدام اليود المشع.

قصور الدرق في الحمل:

هو غير شائع عند الحمل لأنه غالبا ما يترافق مع اضطرابات طمثية وغياب الطمث مما يؤدي إلى العقم وإذا حدث الحمل يزداد نسبة الإجهاض العفوي والتشوهات الخلفية.

المضاعفات عند الحامل:

ما قبل الارجاج – قصور قلب – انفكاك مشيمة باكر

المضاعفات عند الجنين:

موت – خداج – ولكن لا يبدي معظم الرضع خللا في وظيفة الدرق.


الاضطرابات التنفسية

ضيق النفس:

هي عرض شخصي شائع في الحمل الطبيعي بسبب إحداث البروجسترون فرط (زيادة) تهوية وكذلك الضغط الطبيعي الميكانيكي بالرحم.

ذروة حدوثها بين الأسبوع 28-32 أسبوع.


التدخين:

يسبب نقص الاكسجه مزمن عند الجنين ويعتبر البنزوبيرين الموجود في السجائر من المطفرات ومولدات السرطان.

تأثير التدخين على الحمل:

مخاطر على الصحة العامة: التهاب قصبات- نفاخ –اختلاطات قلبية وعائية.

المخاطر على الحمل: نقص النمو داخل الرحم وهو تأثير ثابت مرتبط بالجرعة (عدد السجائر باليوم)

مضاعفات توليدية: الوفيات حول الولادة – متلازمة موت الرضيع المفاجئ – الإجهاض – المخاض الباكر – انفكاك المشيمة الباكر.



الربو:

تأثير الحمل على الربو: لا يزيد الحمل من تواتر حدوث نوبات الربو أو من شدته وإن معالجة الربو خلال الحمل لا تحمل أي آثار ضارة بالجنين... ولكن إن الجذر المعدي المريئي الشائع بالحمل قد يؤهب لانطلاق هجمات ربوية. وعموما لا تصادف هجمات الربو أثناء المخاض.

تأثير الربو على الحمل: الولادة الباكرة مع ارتفاع الضغط الشرياني.

المعالجة: يفضل إعطاء الأدوية عن طريق الاستنشاق بدلا من الطريق الفموي لإقلال التأثيرات الجهازية ولكن دوما نعطي الأدوية نفسها وبالجرعة نفسها خلال الحمل.


الأمراض الكلوية:

البيله الجرثومية اللاعرضية:

وهي وجود 10 مستعمرات بكتيرية أو أكثر/1مل من البكتيريا المتكاثرة بفعالية بالسبيل (الطريق البولي) دون وجود أعراض.

تحدث بنسبة 4-7%

تأتي أهميتها كونها يمكن أن تتطور إلى التهاب حويضة وكلية حادة بنسبة 25% من الحوامل دون علاج أما في حال علاجها فتنقص النسبة إلى 3% ولذلك فمن الواجب علينا أن نتقصى البيله الجرثومية اللاعرضية عن الحامل في أول زيارة لها.

المعالجة: تتم لمدة 7-10 أيام باستخدام المضادات الحيوية المناسبة.

التهاب المثانة الحاد:

يحدث لدى 1% من الحوامل وتأتي الحامل بأعراض: زحير بولي (الرغبة في التبول مع عدم خروج البول) – تعدد البيلات – عسر التبول- الم فوق المنطقة التناسلية.

التهاب الحويضة والكلية الحاد:

هو الاختلاط البولي الأكثر شيوعا الذي يصيب الحامل ويحدث بنسبة 2%

الأعراض: تظهر عادة في الثلث الثاني بعد الأسبوع ال16 وفي الأسبوعين التاليين للولادة، حيث تأتي الحامل بأعراض: حرارة 40 أو أكثر – الم بالخاصرة – غثيان وإقياء- مع أو بدون زحير وألم أثناء التبول.

المضاعفات: قد يحتكي أو يماثل المخاض الباكر وقد يؤدي إلى حدوث مخاض باكر. وقد يحدث تجرثم بالدم (انتشار البكتيريا بالدم) بنسبة 10-20%

المعالجة:

يجب أن تتم في المستشفى. وذلك بالمعالجة بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية.

وبحال استمرار الحرارة والألم أكثر من 48-72 ساعة نشك بوجود بكتيريا مقاومة أو انسداد لذلك نلجأ إلى زرع البول وعمل ايكو .

يجب متابعة المضادات الحيوية بعد غياب الجرارة لمدة 4-6 أسابيع وذلك عن طريق الفم.

الحصيات البولية:

ليست أكثر شيوعا في الحمل إلا أنها تشكل سبب لضعف الاستجابة لمعالجة الالتهابات البولية.

إن المداخلات الجراحية لاستئصال الحصيات عند السيدة الحامل تستخدم فقط في حال وجود انسداد مستمر أو التهاب حويضة وكلية حصوي أو قصور كلوي مستمر وشديد أو بحال ضعف الوظيفة الكلوية

المرض الكلوي المزمن والحمل:

إن حدوث الحمل ونجاحه غير شائع بحال كان مستوى الكرياتينين أكثر من أو يساوي 2ملغ/دل.

ويعتمد نجاح الحمل على:

1-ضبط الضغط الدموي.

2-غياب المتلازمة الكلائية طويلة الأمد.

3-الاحتفاظ بوظيفة كلوية معقولة.

المضاعفات:

عند الجنين: الخداج ونقص النمو داخل الرحم موت الجنين.

ارتفاع خطر حدوث الالتهابات عند الأم.

أخيرا الحمل عند مريضات الزرع الكلوي:

يحدث الحمل بمعدل 1/50 بعد زرع الكلية الناجح.

ولابد من توافر المعايير التالية :

1-وظيفة كلوية مستقرة (كرياتينين أقل من 2 ملغ/دل مع غياب أي من علامات الرفض الكلوية

2-ضغط دموي مضبوط جيدا.

3-غياب البيله البروتينية.

4-عدم وجود توسع حويضي كؤيسي.

5-المعالجة بمثبطات المناعة ثابتة.

6-صحة عامة جدية لمدة لا تقل عن سنتين بعد الزرع.

المضاعفات:

الالتهابات-ما قبل الارجاج –مخاض باكر-ولادة باكرة

يوصى بإنهاء الحمل إذا لم ينعكس التردي الحاصل بالوظيفة الكلوية بإتباع الإجراءات الملائمة كتخفيض السيكلوسبورين أو معالجة الرفض أو تدبير الالتهابات.

هذا ما وفقني الله تعالى إليه في موضوع الاضطرابات المرضية عند الحامل .. سائلا المولى عزوجل أن يدم نعمة الصحة على الجميع..

وسامحوني على القصور..

الجمعة، 28 يناير 2011

الداء السكري المترافق مع الحمل

التصنيف:

نمط1- السكري المعتمد على الأنسولين عندما لا تكون السيدة حامل.

نمط2: السكري غير المعتمد على الأنسولين.. وقد تعاني مريضات هذا النمط مقاومة مزدادة للأنسولين خلال الحمل.

نمط3: الداء السكري الحملي.

نمط4: ضعف تحمل الغلوكوز.


تأثيرات الحمل على السكري:

1-قد يظهر الداء السكري لأول مرة خلال الحمل (السكري الحمليGD)

2-صعوبة السيطرة على المرض خلال الحمل: (حيث تحتاج المريضات إلى زيادة جرعة الأنسولين) بسبب احتمال تطور الحماض الخلوني بنسبة أعلى: بسبب:

أ-انخفاض العتبة الكلوية للسكر: حيث إن وجود السكر في البول يجب أن يرتفع سكر الدم إلى 180 حتى يظهر السكر في البول ولكن لدى السكريات فإن هذا المستوى سينخفض إلى أقل مثلا 140 أو 120..

ب-الغثيان الصباحي والاقياء.

3-وجود ميل أكبر لحدوث نقص سكر الدم بسبب:

زيادة الحساسية للأنسولين بالنصف الأول

ضياع السكر في البول بسبب انخفاض العتبة وبسبب زيادة الدوران الدموي للكلية.

مرور السكر إلى الجنين بالانتشار المسهل.

الغثيان والاقياء(ويحدث نقص السكر أثناء المخاض).

4-نقص السكر بعد الولادة بسبب:

هبوط مستوى الهرمونات المشيمية المعاكسة للأنسولين.

استخدام الثدي للسكر لإنتاج اللاكتوز (سكر الحليب).

5-قد يؤدي الحمل لتسارع حدوث الاختلاطات السكرية كاعتلال الكلية والشبكية.

تأثيرات السكري على الحمل:

أ-المضاعفات على الحامل:

تزداد الوفيات عند الأم بمقدار 10 أضعاف.

1-أثناء الحمل:

الإجهاض العفوي.

موه السلى :زيادة السائل الأمنيوسي وذلك بسبب الانسدادات المعوية عند الجنين-عيوب الأنبوب العصبي-تعدد البيلات عند الجنين التالي لفرط السكر لديه.مما يؤدي إلى كبر حجم البطن عند الحامل.

ازدياد حدوث ارتفاع الضغط وحدوث ما يسمى بارتفاع الضغط المحرض بالحمل وذلك عند الحامل.

ازدياد نسبة حدوث الخمج (الالتهابات) عند الأم.

أثناء المخاض والنفاس:

1-المخاض الباكر وهو حدوث المخاض قبل الأسبوع ال37 من الحمل وعندها نستخدم سلفات المغنزيوم وهو موقف المخاض الأفضل عند المريضات المصابات بالسكري.

2-المخاض العسير وطويل الأمد: مما يؤهب لالتهاب المشيمة والسلى وتمزق الرحم.

3-النزف بعد الوضع: بسبب ما يسمى بالعطالة الرحمية حيث أن الرحم يكون كبير ويصعب انقباضه – كذلك بسبب الرض حيث إن جنين الحامل السكرية غالبا ما يكون كبير الحجم مما قد يؤدي إلى استخدام تداخلات راضة لإخراج الجنين مثل الملقط والمجم وحتى القصريات..

4-الالتهاب النفاسي.

5-اختلاطات رئوية حيث قد يحدث صمه رئوية.

ب-المضاعفات عند الجنين:

التشوهات الخلقية: وتسبب 40% من نسبة الوفيات حول الولادة عند أجنة مريضات الداء السكري.

وتعتبر التشوهات القلبية هي الأكثر شيوعا في سياق الحامل السكريات.

موت الجنين داخل الرحم بسبب: الحماض ونقص السكر عند الأم، فرط السكر عند الجنين وحدوث نقص أكسجه والحماض.

شذوذات النمو عند الجنين: مثل

تأخر النمو داخل الرحم

كبر حجم الحنين : حيث يزداد النسيج الشحمي تحت الجلد ويكون الرأس طبيعيا ولكن الجسم كبير.

ج-الاختلاطات عند الوليد:

موت الوليد المبكر

متلازمة الضائقة التنفسية: لأن الأنسولين يعاكس عمل الستروئيدات التي تسرع عملية النضج الرئوية

نقص سكر الدم: بسبب فرط السكر عند الأم مما يسبب فرط (زيادة) تنسج خلايا بيتا في جزر لانغرهانس مما يؤدي إلى زيادة الأنسولين فعند الولادة يهبط السكر الشديد بسبب زيادة كبيرة في الأنسولين وفقد السكر بسبب الانفضال عند الدوران الدموي.

نقص الكالسيوم والمغنويوم.

اليرقان




تشخيص مرض السكري:

يجب تقصي مرض السكر عند كل الحوامل ويجرى بين الأسبوع 24-28 من الحمل عند المجموعة ذات الخطر المنخفض.. وقبل الأسبوع 24 لدى المجموعة ذات الخطر المرتفع والتي هي:

قصة سابقة للسكري الحملي.

عمر الأم أكبر من 35 سنة

قصة سابقة لولادة جنين كبير بالحجم.

قصة عائلية لمرض السكري

مرض كلوي أو ارتفاع ضغط لدى الحامل.

البدانة عند الأم.


تدبير الداء السكري:

التدبير قبل الحمل:

1-تأجيل الحمل حتى السيطرة الجيدة على المرض.

2-تقييم المريضة بحثا عن وجود أي اختلاطات عند مريضات السكري.

3-تحقيق سيطرة مثالية على سكر الدم قبل حدوث الحمل من خلال مراقبة مستويات HgBa12 الذي يعكس مدى السيطرة على سكر الدم عند المريضة خلال الأسابيع 4-8 السابقة.

4-التحول من خافضات السكر الفموية إلى الأنسولين لأنها:

أ-تحمل قدرة مشوهة.

ب-تزيد درجة فرط أنسولين الدم عند الجنين لأنها تعبر المشيمة.

ج-لأن ضبط السكري أثناء الحمل صعب.

التدبير السابق للولادة:

يستطب إنهاء الحمل العلاجي عند وجود: مرض قلبي إقفاري-اعتلال شبكية-اعتلال كلية-اغتراس كلية-تشوهات لا تتوافق مع الحياة.

الرعاية قبل الوضع: وهدفها تجنب تطور وترقي المرض بالمعالجة بالأنسولين والحمية حيث يجب أن تراجع المريضة العيادة (عيادة الحوامل) كل 3 أسابيع حتى الأسبوع 32 ثم كل أسبوع بعد ذلك.

ضبط الداء السكري: ويكون من خلال الحمية أو المعالجة بالأنسولين.. ويوصى بالمعالجة بالأنسولين عندما لا تكون الحمية كافية للحفاظ على سكر الدم الصيامي دون 105 ملغ/دل أو سكر الدم بعد ساعة من الأكل دون 140 ملغ/دل وبعد ساعتين بحدود 120 ملغ/دل

ترصد الجنين قبل الوضع: بإجراء الاختبارات الفيزيائية الحيوية بدءا من الأسبوع 32 ويجب إجراء ايكو بالأسبوع 38 لمراقبة حجم الجنين.

الداء السكري الحملي المعتمد على الأنسولين:

يجب تحويل مريضات المستخدمات الأنسولين البقري أو الخنزيري إلى الأنسولين الإنساني قبل حدوث الحمل.

يجب ضبط جرعة الأنسولين وفق لمرحلة الحمل.

تدبير المضاعفات العامة والتوليدية لمرض السكري

توقيت الولادة:

يتم تحديد موعد الولادة باختلاف درجة تطور مرض السكري..

فالمرض الخفيف المضبوط يترك حتى يبدأ المخاض بصورة عفوية أو وصول الحمل لتمامه.

المرض المعتدل المضبوط ومع سيطرة جيدة نستمر حتى الأسبوع ال38-40 مع مراقبة الجنين ويجب عدم ترك المريضة التي تحتاج فيها إلى الأنسولين لما بعد الأسبوع 40

في حال الضبط السيئ لسكر الدم: نلجأ لتحريض المخاض بين الأسبوع 37-40 وذلك بحال وجود ارتفاع ضغط أو كبر حجم الجنين أو نقص نمور داخل الرحم.

طريقة الولادة:

غالبا ما يلجأ إلى الولادة القيصرية.. ولكن هناك بعض الحالات التي يتم فيها اللجوء إلى الولادة الطبيعية.

يحب إعطاء الأنسولين أثناء المخاض أو القيصرية بحسب الحالة ولكن غالبا ما يتم إعطاء الأنسولين.

العناية بالوليد:

يتم معاملة الوليد على أنه خديج ويوضع في العناية المشددة بصرف النظر عن وزنه.

يجب أن يحضر الولادة طبيب أطفال.

يجب سحب دم من الحبل السري لتحديد مستوى السكر وغيرها من التحاليل.




التدبير التالي للولادة:

يجب مراقبة الأم الحامل ففي بعض الحالات نعطي الأنسولين وفي بعضها الآخر نخشى من نقص السكر .

الإرضاع من الثدي: إن الإرضاع عملية معاكسة لمرض السكري ومن شأنها أن تخفض سكر الدم لدى الأم.. لذلك يجب تعديل جرعات الأنسولين المستخدمة والنظام الغذائي خلال فترة الإرضاع وغالبا ما تشهد الحاجة للأنسولين انخفاضا ملحوظا.

يجب عدم ترك الإرضاع الطبيعي ونوصي السيدة الحامل بزيادة الوارد من الحريريات قبل الإرضاع مباشرة

يعتبر الإرضاع من الثدي خطرا عند المصابات بمرض السكري الشديد المختلط.

منع الحمل: هو مشكلة صعبة عند مريضة السكري ويمكن استخدام أي نوع من أنواع موانع الحمل شريطة عدم وجود مانع استعمال .. ويوصى باستخدام مانع الحمل الفموي الحاوي على البروجستون فقط كوسيلة لمنع الحمل.

ان شالله يوم الأحد القادم سوف اختم الموضوع ببعض الاضطرابات الأخرى المتعلقة ببعض الأمراض وتأثيرها على الحمل.

السبت، 22 يناير 2011

ارتفاع الضغط الشرياني أثناء الحمل

بداية أعتذر كان يجب أن انزل الموضوع أمس بس الخفارة وما تسوي..

كما اعتذر عن طول الموضوع

وكنت قد كتبت موضوع عن ارتفاع الضغط الشرياني بشكل عام واليوم سأتحدث عن مخاطره أثناء الحمل..


يقسم ارتفاع الضغط الشرياني أثناء الحمل حسب تصنيف الجمعية الأمريكية للتوليد وأمراض النساء إلى الأصناف التالية:
1- ما قبل الارجاج-ارجاج Preeclampsia- eclampsia: وهو وجود ارتفاع ضغط + بيلة بروتينة بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل (ما عدا الحمل الرحوي Hydatidiform Mole والحمل المتعدد (الحمل التؤمي) حيث يمكن أن يشخص قبل الأسبوع الـ20 من الحمل)

يحدث عند السيدات اللاتي ليس لديهن أي قصة ارتفاع ضغط قبل ذلك وإن هذه الحالة خاصة بالحمل إذا تتلاشى عفويا بعد الولادة..

2- ارتفاع الضغط الشرياني المزمن: هو ارتفاع الضغط قبل الحمل أو قبل الأسبوع ال20 (والذي يشخص للمرة الاولى في الحمل) ويستمر 12 اسبوع بعد الولادة.

3- ارتفاع الضغط الشرياني المزمن المضاف إليه ما قبل الإرجاج: وهو ما قبل الارجاج الذي يحدث لدى الحوامل اللاتي لديهن ارتفاع ضغط شرياني مزمن على أن يرتفع الضغط الانقباضي ب30ملم ز والانبساطي ب15ملم ز مع وجود بيلة بروتينية.

4- ارتفاع الضغط الحملي: (سابقا كان يسمى بارتفاع الضغط العابر) وهو ارتفاع الضغط خلال الحمل أو في 24 ساعة الأولى بعدة الولادة دون وجود علامات أخرى.

لكل من هذه الأصناف الأربعة آليته المرضية وإنذار وطريقة العلاج الخاصة به . ومن الصعب وضع التشخيص الدقيق لها بالوسائل السريرية. يعتبر ارتفاع الضغط أثناء الحمل عامل خطورة كبيرا بالنسبة إلى الأم والجنين ومن أجل ذلك لابد من إحالة كل حامل لديها ارتفاع في الضغط إلي الاختصاصي بتلك الحالات.

التوازن الدموي الطبيعي:
يتلاءم القلب والدورة الدموية بشكل طبيعي مع الحمل وذلك عن طريق التأثير الهرموني الذي يبدأ مع الطور البروجستيروني في كل دورة شهرية وعند حدوث الحمل يكون التأثير بشكل نوعي حيث ينشط جهاز الرنين Renin system استعدادا لزيادة نشاط الدورة الدموية و لهذا الغرض يبدأ تأثر مستقبلات الأنجيوتنسين Angiotensin - Rezeptren بذلك. جهاز الرنين هو المسؤول عن التلاؤم بزيادة نشاط الدورة وزيادة السوائل المرافقة للحمل.
يبدأ التوازن الدموي اعتبارا من الأسبوع السادس عند جميع الحوامل بإنقاص المقاومة المحيطية للأوعية، و يلاحظ ثبات الضغط الانبساطي وزيادة النبض وزيادة في النتاج القلبي بالدقيقة هذه الزيادة في النتاج القلبي تترافق مع انخفاض بسيط في الضغط الانقباضي .

اضطراب الضغط الشرياني أثناء الحمل:
عند النساء اللواتي يتعرضن لارتفاع الضغط تتغير عندهن الدورة الدموية بشكل واضح اعتبارا من منتصف الحمل. وذلك بتغير غير فيزيولوجي للمقاومة المحيطية للأوعية الدموية: حيث تزداد هذه المقاومة ويبدأ ارتفاع الضغط إذا بقي هذا الارتفاع بسيطا ترافق ذلك مع فرط نشاط الدورة الدموية وارتفاع النتاج القلبي حتى الولادة.
وفي حال تطورت الأمور إلى مرحلة ما قبل الإرجاج تزداد المقاومة المحيطية للأوعية الدموية بشكل أكبر. وينقص فيها الدوران الدموي مما يؤدي إلى نقص حجم السوائل داخلها بخروجها عبر جدارها إلى النسيج الخلالي.

والآن إلى التفاصيل:

1- ما قبل الارجاج:

هو المتلازمة الأشيع عند الحوامل حيث يشاهد في 5-10% من الحمل.

30-50% من وفيات الأمهات يكون سببها ما قبل الارجاج واختلاطاته.. وكذلك هو السبب الأشيع للمراضة والوفيات عند الجنين.

عوامل الخطورة:

1- يزداد في طرفي النشاط التناسلي.

2- أشيع بالحمل الأول (الخروسات) لكنه قابل للنكس في الحملين الثاني والثالث بنسبة 50-30%

3- المستوى الاجتماعي المتدني.

4- الحمل (خاصة في الثلث الثالث) والعامل الأساسي لحدوثه هو النسيج المشيمي وليس الجنين. لذلك تزداد نسبة حدوثه عند النساء اللاتي يتعرضن للزغابات المشيمية لأول مرة..كذلك اللاتي لديهن مرض وعائي سابق.. واللاتي يملكن استعدادا وراثيا لتطوير ارتفاع ضغط أثناء الحمل.

الأسباب: غير معروفة...وهناك عدة نظريات تحاول تفسير هذه المتلازمة.

الاعراض:

لا يحدث المرض عادة بصورة حادة بل يترقى على نحو مخاتل ولا توجد أعراض مبكرة عادة إلا أن وجودها يشير لدرجة شديدة من المرض:

ارتفاع الضغط:

ارتفاع يصل إلى 140 ملم ز أو يزيد 30 ملم ز عن مستواه قبل الحمل...

الانبساطي: يصل إلى 90 أو يزداد 15 ملم ز عن مستواه قبل الحمل.

على أن يتم قياس الضغط مرتين على الأقل بفارق 4 ساعات...

وذمة تورم القدمين: لم تعد جزءا من التشخيص

هو العلامة الأبكر ،

تكون غير طبيعية عند حصول زيادة غير طبيعية بالوزن اكثر من 0.5 كغ/اسبوع.

تتبوء الوذمة الظاهرة بالطرفين (خاصة الكعب الانسي الداخلي)

تعتبر الوذمة في جدار البطن (علامة قشرة البرتقالة) ووذمة الوجه واليدين المعممة عرض متأخر.

أما وذمة حلمية العصب البصري والشبكية وقاعدة الرئتين فهي علامة متأخرة جدا وتعكس وصول الحال لمرحلة خطيرة...

وكل هذه طرق لتحديد مدى شدة ودرجة ومرحلة المتلازمة لمعرفة وقت التدخل..

البيلة البروتنية... أكثر من 3 غ بروتين/لتر بول/ 24 ساعة

يجب نفي وجود التهاب بالسبيل البولي...

ما قبل الارجاج الشديد ويشخص: بارتفاع الضغط الانقباضي اكثر من 160 والانبساطي اكثر 110.. البيلة البروتينية أكثر من 5 غ/ل في بول 24 ساعة.

وجود الاعراض: صداع – تشوش رؤية – الم بطني- شح البول – انحلال الدم.. متلازمة هيلب.

العلاج: تشهد الحالة تلاشيا تاما عفويا بنهاية الحمل وفي غضون 48 ساعة بعد الولادة

خطوات العلاج:

1- الراحة البدنية والذهنية.

2- إنهاء الحمل بتوقيت ملائم ويعتبر الأسبوع 37-38 وهو الخيار الاكثر ملائمة عند المستجيبات للعلاج وفي وقت ابكر اذا كانت الحالة خطيرة

مدة المعالجة:

الحالات الخفيفة 12-15 يوم وتتم المعالجة عادة في المنزل

الشديدة 24-48 ساعة وتتم المعالجة في المستشفى

الصاعقة والارجاج الوشيك... 6-12 ساعة وتتم المعالجة في غرفة العناية المشددة

وفي حال لم تبدي المرضة تحسن يوضع القرار بالانهاء الفوري للحمل...وذلك خوفا من الوصول الى مرحلة الارجاج...

2- الارجاج:

لا يتطور الوضع إلى الارجاج إذا تم تدبير ما قبل الارجاج على نحو مثالي:

أنوع:

الارجاج قبل الوضع: يحدث بنسبة 70-80%

الارجاج أثناء الوضع: 15-20%

الارجاج بعد الوضع: 5-10% من الحالات فهو الاقل شيوعا الا انه الأكثر خطورة.

المراحل:

المرحلة البادرية: (تستمر 3-5 دقائق) حالة من شبه السبات، قد يوجد صداع شديد وإهلاس، وتحدث نفضات في العضلات الصغيرة لليد والقدم والوجه مع انقلاب كرتي العين

المرحلة المقوية (تستمر2-4 دقائق) تتقلص كل عضلات الجسم ويكون الجسم بوضعية تقوس أمامي وتتوقف الحركات التنفسية.

المرحلةالرحمية (تستمر 3-5 ددقائق) تقلصات متناوبة بين العضلات القابضة والباسطة وقد تسقط المريضة من السرير وتعض على لسانها.

مرحلة الارتخاء ونقص المقوية(تستمر من بضع دقائق-ساعات) تتعافى المريضة ويحدث ارتخاء وقد يحدث تنفس عميق مع تركم المفرزات ابفموية والبلعومية الانفية.

التدبير:

المجموعة الاولى: أدوية مضادات الاختلاج وعلى رأسها سلفات المغنيزيوم.

المجموعة الثانية: أدوية داعمة مثل سلفات الاتروبين-المضادات الحيوية-الديجوكسين-الاماهة الوريدية

المجموعة الثالثة: خافضات الضغط والمدرات

المجموعة الرابعة: إنهاء الحمل عبر القيصرية بعد السيطرة على النوب...

إذا كانت المريضة في حالة مخاض فعال يمكن اللجوء إلى استخدام الملقط أو المحجم.

تأثير ما قبل الارجاج – ارجاج على الحمل والحامل:

بالمشيمة: قصور مع نزف – موت الجنين داخل الرحم- انفكاك مشيمة باكر

بالكبد: قصور كبد – نزف تحت المحفظة – متلازمة هيلب (انحلال دموي-نقص صفيحات-ارتفاع خمائر الكبد).

بالدماغ والشبكية: خلل وظيفة الدماغ: هلوسة بصرية..

3- ارتفاع الضغط الشرياني المزمن:

يحمل مخاطر زيادة الولادة المبكرة.. وما قبل الارجاج المضاف والانفكاك المشمي الباكر ونقص النمو داخل الرحم..

درجاته:

يتم تحديده من خلال ارقام الضغط الانبساطي.

بسيط: الضغط الانبساطي 90-104ملم ز

متوسط: 105-114 ملم ز

شديد أكثر من 115ملم ز

المعالجة:

يمكن علاج المصابات البسيطة وبعض حالات الدرجة المتوسطة دون أدوية باتباع النصائح:

الحد من الصوديوم إلى 4 غرام. ايقاف التدخين والكحول..

الحد من الفعالية الفيزيائية

مراقبة الجنين بالايكو بعمر 18 اسبوع ثم كل 4-6 أسابيع لمتابعة نمو الجنين.

يجب عدم اللجوء أبدا لاستخدام لأدوية مثبطات الانزيم ACEI والمدرات خلال الحمل.

المعالجة الدوائية التي يمكن البدء بها خلال الحمل:

1-الميتيل دوبا: ويجب عندها معايرة الانزيمات الكبدية مرة كل ثلث حملي على الأقل لامكانية احداثه أذية كبدية.

2-الهيدرالايزين: يستخدم كخط ثاني

3-labetol: آمن أثناء الحمل إلا أنه مضاد استطباب (غير مسموح) عند اللتي يعانين من حصار قلبي فوق الدرجة الاولى.

المعالجة الدوائية التي تمت المباشرة بها قبل الحمل:: يمكن الاستمرار بها إذا كان الضغط مضبوطا عليها باستثناء مثبطات الانزيم يجب ايقافها..

النيفيدين ماسخ عند الحيوانات وهو ذو مخاطر لأنه قد يحدث هبوط حاد في الضغط ويجب عدم استخدامه في غضون 6 ساعات من استخدام سلفات المغنيزيوم.

المعالجة الاسعافية لنوبة ارتفاع الضغط:

تتم عبر الوريد وهي نفسها المطبقة في ما قبل الارجاج (سلفات المغنيزيوم،سلفات الاتروبين-المضادات الحيوية...الخ)

ختاما:

في حال شعرت الحامل بأي أعراض مثل الصداع - تشوش الرؤية عليها مراجعة الطبيب.