لم يكن فوز صادق خان برئاسة بلدية لندن مجرد فوز رجل
مسلم برئاسة بلدية عاصمة المملكة المتحدة بل اعمق من ذلك فرجل من اصل مهاجر (يعني
مو عيال بطنها) ومسلم (( كلمة مسلم تعني الكثير لهم لنتذكر بأن 2005 شهد تفجيرات
متزامنة راح ضحيتها 50 شخص اتهم فيها مسلمون بذاك الفعل الشنيع) يفوز برئسة مرفق هام في عاصمة قلب الضباب.
فهذا الامر يدل على مدى التعايش الكبير الذي خلق الانسان
لأجله (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) وللاسف هذا التعايش لا نجده في الكثير من
بلادنا الاسلامية.. بل بكثرة في الكثير من البلدان الغير مسلمة بينما نفتقده في
بلادنا..
فبمجرد فوز صادق خان خرجت لدينا اصوات نشاز.. هذا شيعي
والا سني.. وينسى الكثير المغزى الحقيقي من هذا الفوز وهو التعايش..
فشخص مهاجر وابن اسرة فقيرة يفوز على ابن لندن وملياردير
للاسف لازلنا نعيش احقدا دفينة نكنها لبعضنا البعض..
لازلنا نعيش بزمن متخلف والمشكلة اننا مستمتعين به
فلا تجد وسائل التواصل الاجتماعي ولاي قضية مذهبية او طائفية حتى تجد السيوف والسكاكين والجناجر تنتظر اي غفلة او غلطه من الطرف الآخر حتى يسل سيفه وخنجره في رقبة مخالفية.
لدينا في الكويت على سبيل المثال..
عندما حصلت التفجير الارهابي لاحد مساجد الشيعة اصبح كل
السنة ارهابيين ويجب عليهم ادانة وتشنيع هذا الفعل الاجرامي والا هم ارهابيين او
قتلة او غير وطنيين
وجاء هذا الامر كمنفس للشيعة لضرب السنة ورأينا التحريض
الكبير المبالغ فيه ضد كل ما هو سني.
ثم جاء خبر القاء القبض على الخلية الاجرامية كطوق نجاة للسنة فكما اوغل الشيعة في التحريض ضد
السنة جاء هذه المرة الدور على السنة لتصليت سهامهم ضد الشيعة واصبح الشيعة جميعهم
في خانة الخونة والاجراميين ويجب عليهم ادانة وتشنيع هذه الخلية والا هم في الخانة
اللاوطنية.
نرى حولنا الشام والعراق والفتنة الطائفية الكبيرة التي
تحصل هناك من قتل على المذهب والهوية.
ثم ماذا ...
اي سنصل
لا اعلم
لا زالت بريطانيا واخواتها تلقننا دروس في التعايش..
بينما نحن نعيش في صراع لا نعلم كيف بدأ وكيف نشأ..
في الولايات المتحدة الامريكية يفوز شخص من اصل افريقي وابوه مسلم لرئاسة اعظم دولة في العالم حاليا..
ونحن هذا اصلي وهذا طرثوث..
في المانيا تجد انها افضل ملجأ للاجئين السوريين..
لن اقول هم يمثلون مدن فاضلة ولكن بكل تأكيد هم مقارنة بالعديد من بلداننا يعيشون فوقنا بطبقات..
بينما المملكة المتحدة تحدث لديهم تفجيرات متهم فيها مسلمون ومع ذلك بعد ما يقارب 10 سنوات يفوز مسلم برئاسة بلدية العاصمة
ونحن لازلنا هذا شيعي هذا سني
هذا بدوي هذا حضري
كلمة جميلة ذكرها د.عبدالله الشايجي
ليس المهم مذهب صادق خان .. المهم دوره في اعطاء صورة
مشرقة للاسلام
ولندع مرضى النفوس يشتمون بعضهم البعض
0 التعليقات:
إرسال تعليق