استنكر الكثير بعض الصور والفيديوهات التي تنشر للأطباء بين الحين والآخر في مواقع عملهم حتى أن بعض سمهم بأطباء الفاشينيستا..
وهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من التأمل..
معظم المهن منذ منتصف مارس وهم في إجازة بينما الأطباء ومن مهم في المهن الطبية بشكل أساسي وأيضا بقية الأحبة في بقية مراكز الصفوف الأممية خاصة رجال الأمن والدفاع المدني وغيرهم قد منعت إجازاتهم بل وقطعت عن بعضهم لدرجة أن أحد الزملاء الأعزاء كان مخطط لإجازة للاسترخاء بعد عناء الدوام والامتحانات إلا أن هذه الجائحة قد أدت إلى تعطل وتحطيم المخططات المأمولة..
نعم قدرنا أن نكون في مقدمة هذا الجيش لمجابة هذا العدو الشرس..
كثير من الأطباء قد عزل نفسه عن أسرته بل والبعض الآخر اختار السكن وحيدا بعيدا عن الأجواء العائلية وأجواء ما يهون عليه الضغوط النفسية..
هناك من عزل نفسه عن أبيه وأمه وإخوانه وابنه وزوجته وزوجها وانعزل إما بفندق أو في محجر أو خلاف ذلك..
لا أقول أن هذه السلوكيات صحيحة ولا أبرئ نفسي بل بعضها خاطئة وتعطي صورة غير صحيحة عن الجهد المبذول من قبل هؤلاء الأطباء بل قد توصل رسالة خاطئة عن المطلوب من الناس القيام به.... ولكن الأكيد أن معظم هذه اللقطات والسلوكيات جاءت بشكل عفوي كتنفيس عن بعض من الضغوطات التي يعاني منه الطبيب..
الكثير من الأطباء يفخر بما يقدمه ويحتسبه لله ولكن أن تكون في جبهة الحرب بل وأن تكون في مقدمة هذه الصفوف وأمام المدفع.. وأن تكون خطرا ليس على نفسك فحسب بل وعلى أحب الناس إليك.. فلا يجد متنفس إلا بسلوكيات يفعلها وقت العمل مع زملائه الذين في هذه المعركة هم المؤنس الأكبر لهم فهم من يشاركهم الفرح والحزن والأكل وحتى البعض المنام كما في المحاجر والمستشفيات الميدانية.
لذلك من الخطأ التركيز على بعض الأخطاء التي نقر أنها أخطاء ونسعى دائما تقويمها.. وننسى الجهد الكبير المبذول.
أخيرا رسالة شكر بحجم السماء.. إلى زملائي في الميدان في المستشفيات في المراكز الصحية في المحاجر في مختلف المواقع ولا اقصد فقط الأطباء بل كل من هو في الصف الاول أطباء صيادلة ممرضين عمال نظافة وأجهزة الأمن والإطفاء والطيران المني وغيرهم لا نعلمهم ولكن يعلمهم الله..
حفظكم الله من كل سوء..
ونصيحة أخيرة لكم.. أنتم قدوة للناس هذه الأيام .. وانتم الزاد في هذه الحرب حافظوا على أنفسكم.. اتبعوا أقصى طرق الوقاية.. وان شاء الله سننتصر في نهاية هذه الحرب برحمة من الله.