في عام الرمادة قام سيدنا عمر بن الخطاب بأمر غريب لو فكر فيه احدنا في هذا الزمن لكُفر واستتيب وذلك عندما قام بتعطيل حد من حدود الله ألا هو حد السرقة عندما ابتلي المسلمون بعام من المجاعة والقحط ...وكان في عهده رضي الله عنه كبار الصحابة أمثال عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.. ومع ذلك لم نرى احد من هؤلاء الصحابة قد استنكر هذا الأمر وذلك لبعد النظر الذي لديهم..
اليوم ابتلانا الله بمرض اسمه انفلونزة الخنازير هذا المرض الذي اجتاح العالم بأسره...ومن بين العالم منطقتنا العربية والإسلامية فهنا في الكويت ارتفعت عدد الحالات المسجلة إلى أكثر من 200 حالة وفي المملكة العربية السعودية سجلت أربع حالات وفاة حتى يوم أمس... وغيرها من البلاد العربية والإسلامية..
بعد ما يقل عن 20 يوم سيحل علينا شهر رمضان المبارك وفي هذا الشهر تكثر العمرة لكون هذا الشهر له خصوصية حيث بأن العمرة في هذا الشهر كعمره مع سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.
والجميع يعلم ما فالعمرة من زحام في الأيام العادية فكيف برمضان حيث يذهب الناس من كل فج إلى الأراضي المقدسة في مكة والمدينة وهي ستكون بيئة خصبة لانتشار الأمراض.. وخاصة الأمراض التنفسية التي على رئسها اليوم انفلونزة الخنازير ..
فهل لنا بعمر بن الخطاب كي يقرر تعطيل العمر هذا العام مؤقتا ريثما تواجد لقاح لهذا المرض او كما قالت القبس ريثما يتغلب البشر على هذا الفيروس خاصة وأن العمره سنه على أغلب المذاهب وليست فرضا..
لقد تحدث وزير الصحة السعودي يوم أمس وقال بأن الوفيات هي ضمن الحدود العالمية.. 4% هي نسبة قليلة حاليا كون الإصابات في المملكة لم تتجاوز الل600 إصابة ولكن في العمره سيزيد احتمال الإصابة لذلك سيزيد عدد المصابين وبالتالي الوفيات لا قدر الله..
أما اليوم فللأسف لا نرى من علمائنا من يعرج على هذا الأمر ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم{ لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم } فكيف بملايين سيأتون للعمره وهي سنه وليست فرض سيتعرضون لخطر الاصابه بهذا المرض أولا ثم بخطر الوفاة نتيجة هذا المرض..
لذلك فرحي بعلمائنا الوقف وقفه جادة وإمعان النظر في هذا الأمر وأن يجعلوا كافة الخيارات مفتوحة وأن يقروا ما كان في عام الرمادة
أما بالنسبه للحج فباعتقادي أن الأمر سيتوقف على توافر اللقاح الذي قال وزير الصحة السعودي بأنه سيتوافر في شهر 10 مما يعني أن الحج ستكون فيه خطورة الإصابة أضعف بكثير
والكل قد علم مقولة الفاروق { نعم أفر من قضاء الله إلى قضاء الله }
ختاما هذا رأي قد يخالف الصواب... لذلك يجب علينا أن نسأل كما قال تعالى { واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك