أكتشف الإيدز لأول مرة عام 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية (في حين تم اكتشف العامل المسبب للمرض "الفيروس" عام 1982) وذلك من خلال حالات أوردها المركز الأمريكي للتحكم والوقاية من الأمراض عن إصابات غير مفسرة بذات الرئة بالمتكيس الكاريني لدى خمسة من الرجال متماثلي الجنس في لوس أنجلس ، وبساركوما كابوزي لدى 26 من الرجال متماثلي الجنس..
وبعدها بعدة أشهر عرف المرض لدى متعاطي الحقن الوريدية من الرجال والنساء..
السمة أو الميزة الأساسية لهذا المتلازمة هي الأخماج (الالتهابات) الانتهازية: التي تسببها عوامل ممرضة لا تحدث أية تظاهرات عند السليمين مناعيا (مثل ذات الرئة (التهاب الرئة) بالمتكيس الكاريني والتي تشير إلى عيب أو خلل أساسي في المناعة الخلوية) في غياب أية أسباب أخرى للاضطراب المناعي.
العامل المسبب هو فيروس عوز المناعة المكتسب HIV.
في عام 2007 أفادت تقارير منظمة الصحة العالمية بأن هناك حوالي 44 مليون مصاب بمرض الإيدز حول العالم، 4.9 مليون إصابة جديدة، 3.1 مليون حالة وفاة.
في الكويت وحسب الإحصائيات الرسمية بأن عدد المصابين بالإيدز منذ 1984 وحتى 2008 بلغ 128 حالة..
في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا الشمالية كانت أغلب الحالات المسجلة لدى الرجال متماثلي الجنس (Homosexuals).
بينما في أغلب الجنوبية وأوربا الشرقية، فيتنام، ماليزيا، شمال شرق الهند ةالصين كانت أغلب الحالات المسجلة لدى متعاطي الحقن الوريدية..
طرق انتقال الفيروس:
العوامل التي تزيد من خطر انتقال HIV (شائعة في كل طرق الانتقال):
حمل فيروس Viral load عالي عند الناقل.
تعداد أقل من CD4 عند المتلقي.
الوصول لمرحلة الإيدز عند الناقل.
الانقلاب (التأكيد) المصلي عند الناقل.
يتواجد الفيروس في الدم، المني، وسوائل الجسم الأخرى مثل الحليب واللعاب.
طرق الانتقال:
1-الانتقال العامودي Vertical: من الأم إلى الطفل ونسبة الانتقال تتعلق بعوامل عديدة منها الحمل الفيروسي ومرحلة المرض لدى الأم، وبناء عليه بعض المدارس الطبية تسمح للمرأة المصابة بالإيدز بالحمل ضمن شروط معينة.
2-الارضاع:
3-الاتصال الجنسي: خاصة عند وجود القرحات التناسلية وتفرق اتصال الأغشية المخاطية: نسبة الانتقال في حال وجود تفرق اتصال 0.2-0.5% ، مقابل أقل من 0.1% في حال عدم وجود تفرق اتصال.
المتلقي: بممارسة الجنس عن طريق المستقيم: 0.1-0.3%
الفاعل بممارسة الجنس عن طريق المستقيم" 0.03%
المتلقية بممارسة الجنس: 0.08-0.2%
الفاعل بممارسة الجنس: 0.03-0.09%
ونلاحظ مما سبق:
أن نسبة الانتقال عن طريق الجنس نسبة قليلة بالمقارنة مع نسبة الانتقال بهذا الطريق في حالة التهاب الكبد الوبائي (3-4%) حيث إن نسبة الإيدز أقل بـ10 مرات من نسبة انتقال التهاب الكبد الوبائي.
نسبة الانتقال بالممارسات الجنسية الشاذة أعلى من نسبة الانتقال بالممارسات الجنسية العادية.
نسبة الانتقال من الرجل المصاب إلى أعلى من نسبة انتقال من المرأة المصابة إلى الرجل.
4-الطريق الدموي:
الانتقال عن طريق نقل الدم: عند نقل وحدة دم ملوثة نسبة العدوى 90% قد يتم ذلك رغم المسح إذا كان المعطي مريضا ولكنه ضمن فترة النافذة المصلية (سترد لاحقا) حيث لا يتم فيها كشف الأضداد.
تعاطي الحقن: 0.5-1%
5-الانتقال المهني: خاصة في حال وجود.
أذية عميقة.
وجود الدم على الأجهزة.
الطريقة الأهم في الانتقال عبر العالم (أكثر من 75%) هي الاتصال الجنسي (heterosexual) ..
لابد من التأكيد على ما يلي:
لا تنتقل العدوى بالاتصالات العارضة بكل مما يلي:
لدغ الحشرات.
استعمال أجهزة الهاتف.
تناول الاطعمه والمشروبات واستخدام الطعام والشراب في الأماكن العامة.
استعمال الحمامات ودورات المياه العامة.
التجاور في قاعات الدرس.
رذاذ العطاس والسعال.
المصافحة أو المعانقة.
استعمال أحواض السباحة العامة.
المخالطة في الأماكن المزدحمة كالموصلات العامة.
زيارة المرضى في المستشفيات.
التظاهرات السريرية للخمج بالـ HIV:
الشكل التالي يبين لنا العلاقة بين الحمل الفيروسي (HIV RNA) في البلازما وتعداد CD4 (CD4 يمثل المناعة الخلطية) كما تظهر عليه المراحل السريرية للخمج (التهاب) بـ HIV.
لاحظ بأنه عندما يصاب شخص ما بالخمج فإن الفيروس سيرافق المريض حتى الوفاة.
لاحظ بأن الخمج يمر بعدة مراحل، وهذه المراحل مهمة من الناحية الوبائية والعلاجية.
فبعد فترة حضانة تستمر لمدة أسبوعين تقريبا تأتي مرحلة الطور الحاد وفيها يكون تعداد الفيروس بالدم مرتفعا بشدة..
وفي هذه المرحلة (الطور الحاد) يكون المريض معدي جدا والأضداد تكون سلبية لا تكشف الا بالكشف عنه في حال الاشتباه عن طريق HIV PCR DNA وهذه المرحلة تسمى فترة النافذة ويخشى منها في حالات نقل الدم حيث لا تكشف..
بعد هذه المرحلة الحادة تستعيد العضوية عافيتها نوعا ما وتسيطر على المرض ويعود المريض الى حالة شبه طبيعية.. وتبدأ الأضداد بالظهور وترتفع قيم CD4 دون أن تصل الى الأرقام الطبيعية..ويحصل ما يسمى بمرحلة التوازن السريري لصالح الفيروس دون أعراض سريرية..
وسأتحدث عن كل مرحلة بشيء من التفصيل:
المراحل:
مرحلة الحضانة:
تستمر 2-3 اسابيع عادة (منذ التعرض للفيروس)
صامتة سريريا ومخبريا (لا يوجد فحص أو عرض يكشف عنه
يبدأ فيها تكاثر الفيروس ليصل لكميات كبيرة تفجر الطور الحاد.
2-مرحلة الطور الحاد:
تمسى مرحلة الخمج البدئي أو مرحلة الانقلاب المصلي.
تظهر خلال 2-6 أسابيع بعد التعرض.
تستمر 2-3 أسابيع
تظهر الأعراض عند 70-80% من المخموجين (المصابين) بالHIV أما البقية فيبقون لا عرضيين.
من الاعراض الشائعة: الحمى -التعرق،التعب والوهن، الغثيان والاقياء، الاسهال، التهاب بلعوم غير نتحي. بمعنى أعراض لا نوعية.
وبشكل اقل قد يعاني المريض من الصداع ورهاب الضوء وطفح على الجذع..
ونادرا ما نلاحظ إصابات عصبية مثل التهاب سحايا ودماغ عابر غير قيحي ومتلازمة غيلان باريه..
بالفحص السريري قد نلاحظ اعتلال عقد لمفاوية معمم- ضخامة كبد وطحال- قرحات قلاعية فموية
الفحوص المخبرية:
نقص عدد اللمفاويات – ارتفاع ESR –ارتفاع ALK.
الاختبارات المصلية:
P24 antigen: ايجابي
الأضداد سلبية
تبدأ الأضداد بعد فترة 6-12 أسبوع وحتى 6 أشهر وتبقى مدى الحياة.
3-مرحلة الكمون السريري:
أو مرحلة الطور الخفي وتستمر وسطيا 7-10 سنوات.
الاختبارات المصلية أصبحت ايجابية وهنا نقول بأن المريض أصبح ايجابي HIV ولكن ليس مصاب بالإيدز.
معظم الحالات تكشف في هذه المرحلة.
4-مرحلة الخمج العرضي :
تتصف بما يلي:
الطالون المشعر الفموي oral hairy leukoplakia ولا تستجيب للعلاج بمضادات الفطور.
داء المبيضات الفموي البلعومي الناكس.
فرفرية نقص الصفيحات المناعي ITP – نقص الوزن غير المفسر – الإسهال المزمن – الحلا النطاقي – اعتلال الاعصاب المحيطي.
الحمى منخفظة الدرجة – التعرق اليلي..
تظهر هذه المرحلة بعد 7-10 سنوات وسطيا..
وسأكمل الموضوع في البوست القادم إن شاء الله..